الاثنين، 21 مايو 2012

أبدا لن تعرف



  أنت لن تعرف أبدا أنى كنت أكتب عنك فى مذكراتى. لن تعرف لانى لم أخبرك ولانك لم تقرأها ، لن تعرف لانك لا تهتم بالاساس. لن تعرف أنى بنيت معك بيتا ولن تعرف انا سافرنا سويا. لن تعرف أنى كنت بحاجة لحياة أنت فيها ثم كنت بحاجة لك فى حياتى و أن الان لا حاجة لك عندى الا فى المخزن الخلفى للذاكرة.

 يوما ما ستلتفت الى الوراء وتسألنى : "أتركتينى أذهب؟" ، حتما تعلم الجواب، نعم تركتك تذهب. أتعرف لماذا؟ لانك أبكيتنى أكثر مما جعلتنى أبتسم. لم تكن  تقصد، و حتى وإن كنت تقصد لن يشكل هذا فارقا الان. فأنت راحل و أنا قررت الرحيل على أية حال.

 هل أخبرك أحدا أن لك عينى جيفارا؟ نعم جيفارا. أتمنى لو أستطعت أن أخبرك بأن لك عينى جيفارا لونا و روحا. ولم أخبرك بأن لك ضحكته أيضا ومبادئه وعناده. أتعرف ماذا ستكون ردة فعلك حينها؟ ستبتسم تلك الابتسامه العفوية وتصمت. و لن تعرف أنى كنت أنتظر تعليقاتك التى لم تقلها و إن قلتها تقولها مقتضبة. لم تكن تمارس مزاجك الحاد الا معى، فتحيرنى بين مرات تفتح فيها أحاديث مطولة ونتناقش و مرات لا تملك فيها الا كلمات معدودة. لن تعرف حتى أنى تمنيت أن اختفى من الوجود لانك اخطأت باسمى ذات مره.

 لن تعرف أنى حاولت قطع تلك الصفحات من مذكرتى ولكنى أجلت فعل هذا مرة ومرتان وثلاث. ولن تعرف أنى كلما قرأت هذه أتذكرك  ' كيف أقنعك أنى لا أريد من الحب سوى مقعد خشبى نتقاسمه و طريق طويل نمشية جنبا الى جنب و وردة تقطفها لى من حديقة داركم؟ و هل تصدقنى ان قلت لك ان عيونى لا تلمع الا لحنان تجده فى عينيك؟ ام أنك لن تصدق ولن تقتنع لأن من طعنوك فى القلب لم يتركوا لى قطعة سليمة واحدة تصدقنى بها ' *.


* طوق الياسمين - واسينى الاعرج

الاثنين، 7 مايو 2012

ملل يمشى على قدمين


الحياد..أتفهم أن يقف الشخص على الحياد بين المتخاصمين ليصالح بينهما. أسمع عن الحياد السياسى. أعرف أن تكون محايدا فى أرائك، لكن ما لا أفهمه هى هذه الحالة من الحياد النفسى. أن تشاهد ما يدور حولك لكنك لا ترى. أن تسمع كل هذا الكلام لكنك لا تستمع اليه. أن تمرر عينيك على الكلمات ولكنك لا تقرأ. حالة ركود.

 تحاول أن تستيقظ من نومك ولكنك تستمر فى النوم، ليست حالة تفضيل لكنه الخيار الوحيد أمامك الان. ليس لديك ما تستيقظ لاجله. تحاول أن تذاكر ولكنك لا تستوعب فتفتح التلفاز قليلا وتحاول أن تشاهد أى شىء ولكنه ممل. فى الواقع تشعر بأنك أنت الممل، تشعر بأنك ملل يمشى على قدمين.

لا تريد أن تنام لا تريد أن تعمل لا تريد أن تفكر لا تريد أن تريد. أنت فى حالة ركود. ليس هذا بالوقت المناسب لقراءة هذا الكتاب فنؤجله قليلا، فقط قليلا. هذا البرنامج لن اشاهده الان، سأشاهده على الانترنت. لا لست مستعدا الان لهذه الخروجه سأعوضها مع أصدقائى لاحقا. لن أستمع الى تلك الاغنيات الان وسأشاهد هذا الفيلم فى وقت اخر. و بعد بعدين و لاحقا و ليس الان ماذا يتبقى لك لتفعله؟ لا شىء سوى اللاشىء.أنت فى حالة حياد نفسى.

الملل قد يكون قاتلا. و حالة الحياد النفسى تلك هى معذبتى الان. لحظة! ليس هذا بالوقت الامثل للتفكير، سأفكر لاحقا. ليس هذا هو  الوقت الامثل للاحساس بالملل، نسيت انى فى حالة حياد نفسى وأنى أجلت الاحساس الى بعدين.