السبت، 21 يوليو 2012

رســالات الي ( هو )




 
اشتقت اليك..اشتقت لرؤية ملامحك اشتقت لابتسامتك،مشتاقة لمشاركة كل لحظات عمرى معك.أين أنت؟ أتعرف أين أنا؟ سنلتقى يوما..يوما ما.

(1)

أول أيام رمضان و ليس لك مقعدا بعد على مائدة افطارنا. يمكننى سماع صوت أمى و هى تحثنا للاسراع فى تجهيز الطعام لانك على وشك الحضور. لن تضطر أمى أن تخبرك أنى حضرت كل هذه الاطعمة وحدى، ستعرف أنت وحدك ماذا أعددت أنا و ماذا لم أعده. فأنت تعرفنى جيدا و تتعرف على كل ما فيه اجزاء منى. 
(2)

يمكننى الان رفع دعواتى وأنا صائمة، دعواتى التى أعددت بها قائمة و أنت على رأس قائمة دعواتى. قبل اذان المغرب بخمسة عشر دقيقة كاملة أدعو الله أن يهديك لى و يقابلنى بك عاجلا. أدعو الله أن يجعلنى أستحقك. أدعو الله أن يأتى رمضان القادم و أنا أحرك خاتمك فى اصبعى. عندما نكون هناك معا سنرفع ايدينا فى نفس اللحظة و سانظر لك من خلال أصابعى وتبتسم. بماذا تدعى ياترى؟

(3)

و قائمة أدعيتى طويلة، لكنى قررت التركيز على الادعية التى أنت بها و لها علاقة بك. أدعوها طوال الشهر و ألح عليها قبل الافطار و فى الصلوات. يا الله.. أحتاجك بشدة. أعرف أن كل فرصة كان يمكن فيها أن تأتى ولم تفعل هى خيرا لكلينا، و أعرف أننا متشابهان فى الايمان بذلك. أيتفهم أصدقائك حين تخبرهم؟ حسنا، ولا صديقاتى يتفهمن ايضا. لم تكن مستعدا. لم أكن أنا ايضا مستعدة. أتظن أننا مستعدان الان؟ لا أدرى.. ولكنى سأظل أدعى و أنا أتحسس المكان الفارغ لخاتمك فى اصبعى. 

(4)
  تمنيت أن يزف الى الهاتف صوتك مهنئا اليوم. تمنيت ان نتشارك فرحة أول أيام العيد. دعوت لك فى صلاة العيد،أتدرى بماذا رفعت دعوتى؟ بأن تكون سعيدا اينما كنت وبأن يمنحك الله الافضل من كل شىء وبأن تأتى قريبا حتى لا يطول انتظارى أكثر من هذا. أستشترى لى تلك البالونة الحمراء التى يلوح بها البائع؟ والصفراء والخضراء والزرقاء؟ ستحضرهم لى وبعد التقاط صورتين سنهديهم للاطفال فى ساحة المسجد.

                                                يتبع،

الأحد، 1 يوليو 2012

فلسفة الميكروباص


جلست فى "الميكروباص" بجوار النافذه كالعادة حتى اسمح للهواء بملاطفة وجهى وأعطى لنفسى مساحة امنة من التفكير والتامل.لا ادرى بما افكرتحديدا ولا ادرى فيما اتأمل! ما أعرفة هو ان الجلوس بجوار النافذه والتفكير فى لا شىء - او ربما كل شىء- ممتع.

جلست بجوارى سيدة عجوز مبتسمة الوجه،استوقفتنى ابتسامتها واستوقفنى ايضا كيف لفتاة فى مقتبل العمر لا تبتسم بهذه العفوية! سألتها عن "الأجرة" قاصدة بذلك بدء حوار معها،وجاء ردها بالاشارة! صنعت دائرة باصباعيها الابهام والسبابة ورسمت خط من الهواء يقسم الدائرة الى نصفين بسبابة يدها اليمنى تعنى بها "نصف جنية" وأضافت دائرة صغيرة اخرى تعنى بها "ربع جنية" ولم تغب ابتسامتها بالطبع! ابتسامتها التى جعلتنى انا الاخرى ابتسم فى البداية لانها قد عدتنى،ثم تحول السبب الى ذهول.

 كانت المرة الاولى التى اتعامل فيها مع خرساء وجها لوجه والمرة الاولى التى ادرك فيها وجودهم معنا عن قرب.أعرف بوجود اخرين مختلفين عنا،فقط أعرف لكنى لم أفكر بهم ولم أفعل الاصعب ; لم أضع نفسى مكانهم ولم أتخيل نفسى هكذا.لم أفعل ذلك الا فى هذه اللحظه التى التقيت بها السيدة العجوز وأخيرا كان "لسرحانى" طوال مشوارى معنى.


 أدركت أنها اية وعلامة من الله.كان ولا يزال من الممكن جدا ان اكون هكذا و حينها سأنفق ما تبقى من عمرى أتساءل فيما أستخدمت ما افتقده الان؟! أكان هناك حقا سببا كافيا ليجعلنى حزينة؟ اذا فكيف لهذه السيدة ان تبتسم فى حالة رضا تام لدرجة انها اثرت فى ايجابا هكذا! كيف سأستطيع ان أصرخ وأن أحتج وأن أعبر عن نفسى؟ تيقنت انى لم أصرخ ولم أحتج ولم أعبر عن نفسى كما ينبغى وبالشكل الكافى بالرغم من انى لازلت امتلك لسانا ولدى القدرة على الكلام والتعبير وبأكثر من لغة!

 أدركت ايضا اننى لا بد وأن أتعامل مع ما لدى على انه قابل للفناء وأنى حتما لن أجده يوما ما.أخذنى التفكير من الجزء الى الكل،الى حياتى بأكملها.لم أستغل الايام التى حييت فيها الاستغلال الافضل متكئة على ايام جديدة اتية والتى من الممكن جدا ان أموت قبل أن تأتى وقبل ان اعيشها! واجهت حينها نفس الافكار التى لعبت برأسى عندما قرأت هذه السطور فى أحدى روايات الكاتبة أحلام مستغانمى والتى استوقفتنى كثيرا وكأن موقف "الميكروباص" جاء ليثبت صحتها ويجعلها جزءا من صميم معتقداتى " استفيدوا من يومكم الحاضر لتكن حياتكم مذهلة وخارقة للعادة.أسطوا على الحياة وامتصوا نخاعها كل يوم ما دام ذلك ممكنا.فذات يوم لن تكونوا شيئا،سترحلون وكأنكم لم تأتوا."