حبيبتي لُجين،
دعيني أصارحك القول بأنني أرتاح كثيرا بمكاتبتك. يبدو أنكِ ستسكنين
تدويناتي لفترة ليست بالقليلة. أدعو الله أن يرزقني بكِ حتى تقرئي ما أكتبه لكِ
قبل حتى أن تأتي أنتِ إلى الحياة. وأدعو الله كثيرا أن تنيري لي هذه الدنيا، وأن
تلامس قدماك الصغيرتان أرضٍ لا تشبه هذه الأرض في شىء. وعندما تسألينني عن اًصولنا
سأقول لكِ حسبنا أننا ننتمي للفطرة وللغتنا العربية وللإنسانية، ولن تكوني مضطرة
لسماع أغاني مبتذلة تُمجد في الفطرة والعربية والإنسانية. عندما يكون ترديد
الأغاني الوطنية ترديدا أبله كل ما يملكه أهل وطن ما فأعلمي أنهم لا يجدون شيئا
حقا ينتمون إليه. حتما ستزورين هذا البلد يوما وستدركي وحدك أنه بلد ميت ظالم أهله
لا يوجد به سوى القبح والعفن، بل يوجد به أكثر لكن كلمتي القبح والعفن تلخصان ما
تبقى وتتضمناه بين معانيهما.
لم يسلم
حتى الحب هنا حيث أعيش من العفن. أعرف أن
الحب والعفن لا يمكن لهما أن يجتمعا في الجملة ذاتها. أسفة يا بَنيتي فالواقع يحتم
عليا أن يكونا مقترنان وألا يتفارقا مادمنا نتحدث عن الحب في أرض العفن. إذا قَدر لكِ أن تعيشي هنا فلا أُريدك
ساذجة فتنخدعي بكلام أهل أرض العفن عن أنفسهم بأنهم شعب متدين. هم لا يعرفوا من الدين سوى كحك عيد الفطر وياميش رمضان. المظاهر خداعة فلا تنخدعي بمظهر إنسان قط، ولا تستعجبين من أمتار القماش التي تلف شعر الفتيات وأجسادهن والتى تُنزع بتواطؤ صاحبتها -إن لم يكن بإرادتها- وقت خلوها بمن تسميه الحبيب. فقد الحجاب دلالته الدينية هنا فأصبح الزي التقليدي للفتيات تماما كالكيمونو الزي التقليدي للفتيات اليابانيات. لذلك لا تندهشي من وضاعة بعض المتحجبات في أرض العفن ولا تغمضي عينيكِ في الوقت نفسه عن نفاقهن. الحجاب كما تراه أمك حماية وعامل مساعد على حفظ الروح. أُريدك محمية وأعلم أنك بفطرتك ستهتدين إليه. ولا تُنكر أمك الحجاب ولكنها تقدم لكِ نقدا لصورته الدارجة حيث تعيش. أُريدك أفضل حالا من أمك لذا أطلب منكِ أن تقبضي على حجابك كجزء من هويتك تماما كالعربية يا لُجين.
إنه لمن القبح ما يرددنه الفتيات هنا على مسامع بعضهن من منطلق التمدن، ومن القبح ما يفعله أشباه الرجال بفتياتهن من منطلق الحب. لا تستمعي إليهن إن كان عليكِ العيش بينهن. ولا تثقي برجل ينتمي لهذا لشعب المتدين بطبعه إن سمح لنفسه بأكثر مما يستحق فيكِ مُبررا أنكما على وشك الزواج، أو حتى مبررا بأنه يحبك. طوبى للغرباء يا حبيبتي. قولي له في وجهه بلا كل هالمسخرة وارفضي. لملمي نفسك وأحتضني روحك وارحلي.
إنه لمن القبح ما يرددنه الفتيات هنا على مسامع بعضهن من منطلق التمدن، ومن القبح ما يفعله أشباه الرجال بفتياتهن من منطلق الحب. لا تستمعي إليهن إن كان عليكِ العيش بينهن. ولا تثقي برجل ينتمي لهذا لشعب المتدين بطبعه إن سمح لنفسه بأكثر مما يستحق فيكِ مُبررا أنكما على وشك الزواج، أو حتى مبررا بأنه يحبك. طوبى للغرباء يا حبيبتي. قولي له في وجهه بلا كل هالمسخرة وارفضي. لملمي نفسك وأحتضني روحك وارحلي.
يا لُجين، إذا كان يرتدي خاتم
النقاء في يده اليسرى فتزوجيه، وإذا أهداكِ خاتم النقاء في احتفالكما الأول
بعيد ميلادك فتزوجيه. فى بلاد
الغرب المارقة يختار بعض الفتيات والفتيان أن يرتدوا خاتم النقاء محفورا عليه
عبارة "الحب الحقيقي سينتظر" في أوسط يدهم اليسرى ليعبروا عن نقاء
علاقتهم بمن يحبون. فلا يحاول أي من الطرفين دفع العلاقة في طريق وعر يستعصي على
الروح غير الملوثة قبول سلوكه. هذا في بلاد الغرب المنحل. أما عن بلادنا التي يكون بها نقاء
العلاقات شىء من المسلمات تتلوث فيها الروح جزءا فجزءا فتماما فكليا. ولا يمارس
بها أحد النقاء إلا من رحم ربي. الجميع يخطف من الجميع والوقت ما يمكن خطفه، وإن
حاولت الحفاظ على المتبقي منك سينعتوكِ بالصفات البشعة جميعها. طوبى للغرباء يا
حبيبتي.
تذكري يا
لُجين أن الحب يجعل من الإنسان أجمل، ومن الروح أسمى، ومن القلب أنقى وكل ماعدا
ذلك هو قناع براق يستسهلون فيطلقون عليه حبا. دعيهم يسمون ما يعيشونه حبا وراقبي
في صمت حتى يأتيكِ اليقين. راقبي كيف يتلوثون ويفقدون نقاء الروح والجسد. تذكري أن
الحب يوطد الصلة بين الإنسان وبين الله. وأنه يَعين على الحياة، لا يزيد من
أعبائها. وتذكري أن الإثم هو ما حاك في الصدر وخاف أن يطلع عليه الناس. وتذكري أنه
ليكون جديرا بأن يكون فارسك المقدام عليه أن يحميك من نفسه أولا. وتذكري يا حبيبتي أن
ترتدي خاتم النقاء حتى تتذوقي فرحة ارتداء خاتم زواجك من غريب مثلك ومن نقي يشبهك.
آسفة لإخبارك بأنه حتى تجدينه سيتعين عليكِ دفع ضريبة إختلافك. فصبرٌ جميلٌ يا لُجين.
بقالي فترة طويلة ما جيتش هنا
ردحذفورجعت لقيت نفس الإبداع والجمال
كان واحشني أقرالك والله يا تسنيم
دمتِ مبدعة
ضياء :D
حذفمنور والله
شكرا شكرا :)