لم استوعب المعنى الحقيقى لعبارة "Happy New Year" الا مؤخرا، وكانت بالنسبة لى مجرد تعبير يتبادله الناس للتهنئة بحلول سنة جديدة.كان معناها دائما مرتبط فى ذهنى بان سنه جديده قد حلت،ولم يكن مرتبط ابدا باحتمالية ان تكون السنة الجديدة "سعيدة". لم ادرك ذلك الا وانا استقبل عام 2011 فى حالة من الضغط والاكتئاب عندما كانت جميع الطاقات السلبيه حولى من كل الجهات وتسكن كل خلية فى،الا خلية واحده احسبها فى عقلى تلك التى ادركت معنى هذا التعبير البهيج واعطت اشارات لجسدى كله بالتوقف والتأمل للحظه فى معناها،وادركت انى بالطبع على الطريق الخطأ ،وانى اكتفيت بنصف ابتسامه وانا اتلقى التهنئه بالسنه الجديدة.
يالحماقتى،ضاع اول شهر من العام الجديد دون ان اتخذ اى خطوة تذكر وضاع ايضا وانا فى حالة ضغط واكتئاب وتعاسة! لم يفصلنى شيئا عن السنه الماضيه،فها انا ذا فى نفس الحاله التى قضيت فيها شهر ديسمبر واكملها فى يناير.فى احد ايام يناير،قررت ايقاف هذا كله. نعم ،هذا يكفى. لقد سئمت هذه الحالة وقررت الخروج منها فورا.
كانت تجربة فريدة من نوعها،وكان يوما مميزا منذ بدايته،فهو يوم جمعه،الحادى عشر من فبراير. الى ان جاء الخبر على لسان نائبه بانه قد تخلى ورحل وغادر وفارق ونشوف وشكوا بخير!
اخيرا،سقط النظام وسقط اكتئابى معه. وتيقنت بأننا جميعا كنا "مكبوتين" بطريقة أو بأخرى.تخلصنا من القيود،وتخلصت نفسى من قيودها هى الاخرى. لم انم تلك الليله،القاهره ايضا لم تنم،خرجت مصر عن بكرة ابيها تبارك وتهنىء وتحتفل بمصر العروس.لم تلمح عينى تعيسا هذه الليله. سخرنا جميع حواسنا لنرسل ونستقبل جميع وكل الاشارات الايجابيه من ابتسامات وضحكات وزغاريد واغانى. ومنذ تلك الليله،قررت انا ... الثورة على الجزء المعكنن المتعفن من نفسى وطرده خارج حدودى ورفع راية الامل والايجابيه على ارضى.
بدات رحلتى بداخل نفسى بعد انقضاء شهرين ونصف من العام الجديد(لا زال جديدا بالنسبة لى.)بدأتها بادراك اننى اخطأت كثيرا فى حق نفسى بقبولى تلك الحالة،احمد الله انها ولت وان شاء الله لن تعود ثانية. نعم،فانا عاهدت نفسى انها انتهت،وانتهت للابد،مفهوم؟!
وجال برأسى التعبير المفترض انه مبهج الذى يتبادله الناس واشك فى ان الكثير يردده كباب من ابواب الواجب لا أكثر،وقررت ان اجعل العام القادم-المتبقى عليه 9 اشهر –عاما جديدا سعيدا!
انفردت بدفترى الذى اشتريته خصيصا ليكون رفيق مهتمى،الا وهى ان اجعل العام القادم والعام الذى يليه والعام الذى يلى الذى يليه جميعها اعوام جديدة سعيدة.بدأت بتدوين الاشياء التى لا ارضى عنها فى نفسى واود تغييرها.لم اكمل كتابتهم و تركت الورقه وبدات فى اخرى بتدوين الاشياء التى احبها فى نفسى وارضى عنها. يا الهى،لم لا ياتى شيئا على ذهنى؟ اليس هناك اى شىء احبه فى؟! أانا مجرد كتلة من العيوب؟ لابد ان يكتب على جبينى "خالى من المميزات" اذا!
سألت صديقاتى كل منهن على انفراد، البعض اخذها على محمل الدعابة ولم اظفر باجابة منهن قط،واخريات تحدثن عن اشياء لم ادرك من قبل انها تعتبر ميزات.فرحت كثيرا بالحديث معهن،اما هن،فقد صدمن عندما جاءت اجابتى على سؤالهن"لما تسألين؟" : "اعيد اكتشاف نفسى".
يتبع،
تســـنيم