الثلاثاء، 11 سبتمبر 2012

الحياة من زاوية اخرى

 على وشك الانفجار.. تصل أظافرها لعروق يدها لتبدء خدشها حتى تقع فى قبضتها سكين.. على وشك البكاء لكنها لن تبك، ليس لانها تخشى البكاء - إطلاقا - لكن الدم أبلغ من الدموع. هذه هى طريقتها للتعبير عن كل ما بداخلها.. ستصل للسكين و ستجرح يدها وحينما ترى دمائها تجرى هنا و على الارض حينها فقط يمكنها ان تتحدث.


عادة لا تصل لمرحلة الاغماء لانها لا تريد، كل ما تريده هو التعبير عن نفسها بطريقتها الخاصة. فى مرحلة ما الدموع كانت أبلغ وسائل تعبيرها، لم تعد تجدى الان و لم تعد تناسب الحد الذى بلغته من الخذلان. اتركها الان، لا تقترب فقط  شاهد هذه الفتاة التى تخشى منظر الدماء فى العادة، ولا تتحمل اخبار المجازر و الحروب، شاهدها بتمعن ولا تنطق حتى تصل هى الى ما تريده، عندما يسيل الدم اقترب و ابد دهشتك و قل ما تشاء، لا تحاول انقاذها فهى لا تحتاج لانقاذ.


- "لماذا؟"

- " لا اعرف. فقط أرتاح"

- "أللفت الانتباه؟"

- " لن تفهم،الاسهل ان ابكى لألفت الانتباه لا أن أخاطر بحياتى"

- " مجنونة"

- " لا أفعل ذلك بغرض الموت، الدم حياة، أريد ان أرى دمائى كى أشعر بالحياة. مرات كثيرة لم تكن انت هنا، مرات كثيرة فعلتها ولم يكن يواسينى سوى هذا الدم هو يتفهمنى أكثر منك، أكثر من أى إنسان، أسمعه يقول لى لا بأس سأخذ خارجك كل ما أستطيع مما يؤلمك الان و تذكرى أنك لازلت حية، أنت لا تشعرنى أنى لازلت حية! مللت النسخ المكررة من البشر و مللت تلك التى تخدعون أنفسكم و تسمونها حياة. أأحتاج لطبيب نفسى الان؟! لا، دعنى أخبرك شيئا الطبيب النفسى هو من يحتاجنى قد ابدو له مريضة و قد أبدو لكم أيها "الطبيعيون" ذات ميول انتحارية لكن الحقيقة هى أنى حية أكثر منكم، و أكثر حياة منكم. إذا استطعت أن تكون عاديا مع كل ما يحدث اليوم والان فأنت لست طبيعيا، تحتاج لزيارة طبيبا نفسيا يا صديقى لانك مصاب بالتبلد."


تطهر يدها و تلفها بقطعة حريرية و تربت عليها وتبتسم لنفسها " لا تقلق لن أقتل نفسى، ليس اليوم. إنها لغة حوار بينى و بينى ليس أكثر"