هنا أدون الحاضر قبل أن يلتهمه النسيان. هنا أنقد العالم كما أراه، وأكتب عن الحياة كما أريدها أن تكون.
الثلاثاء، 26 يناير 2016
الأحد، 17 يناير 2016
العنفُ ضدَّ الرجل
في عصرِ يومٍ
من أيامِ شتاءِ القاهرةِ الدافيِء تودعُ "هالة" صديقاتَها على بابِ
الجامعةِ وتتركهم متجهة صوب محطة مترو الأنفاق القريبة. تضعُ حقيبة يدها على
السير الالكتروني، وتمر من البوابة لتلتقطها من الناحية الأخرى. تبتاع تذكرة من
الشباك وتمشي على عجل نحو ماكينة العبور. تنزل مسرعة على درجات السلم الكهربائي
لتلحق بالمترو الذي تعلن الصفارات قدومه. ما كانت إلا بضع ثوان من انتظارها حتى
تُفتَح أبوابه وتصعد هالة إلى العربة، و تمشي نحو ثلاث فتيات واقفات بالداخل لتقف
هي الأخرى بجانبهم وظهرها ملتصق بالباب الخلفي وعينها مصوبة نحو باب النزول. ويبدأ
المترو في مغادرة المحطة.
لا يُسمع صوت داخل عربة
المترو إلا صوت حركة سيره على القضبان. لا بكاء أطفال هنا، ولا صراخ. يمسك الركاب
الجالسون هواتفهم الذكية ويتفقدون صفحاتهم الشخصية على فيسـبوك، ويراقبون أصدقائهم
لإشباع فضولهم بمعرفة آخر أخبارهم، ويرسلون ضحكات كثيرة متتالية في رسائل نصية عبر
واتسـاب رغم أن شبح الابتسامة لم يمر أمام شفاههم الحقيقية، ويسمعون الموسيقى وهم
ينظرون إلى الفراغ. أما أولئك الذين يخجلون من إظهار هواتفهم المتواضعة ويقررون
الاحتفاظ بها في جيوبهم فيطيلون النظر إلى لوحة المحطات المعلقة بالأعلى، أو
يفضلون السرحان في وجوه الركاب الآخرين، أو يتشاركون النظر إلى الفراغ مع سامعي
الموسيقى.
يقترب رجل في الأربعين من عمره من
الفتيات الواقفات بالقرب من الباب الخلفي ويمحص النظر فيهن، ويتفقدهن من رؤوسهن
التي يغطينها بحجاب إلى أقدامهن المختبئة في الحذاء. يحدُّ المترو من سرعته في
حركة مفاجئة، ولا تسمح هزة المترو السريعة للرجل إلا بأن يثقل بجسده على جسد
إحداهن. ينظر إليها بلا مبالاة وعدم اكتراث، لكن نظراتها المستنكرة تجبره على أخذ
خطوتين للخلف. تتأهب هالة ولكنها لا تتكلم، ولا يتكلم هو، ولا يتكلم أحد. فاتت بعض
المحطات وتظن الفتاة أنه لا يقصد، ويظن أنها استكانت، كما يظن رجل آخر في أواخر
عقده الثالث الشيء نفسه. يقترب الثلاثيني - الذي يظن بالفتاة الاستكانة - هذه
المرة ببطء عن عمد، ويَحْتَك مع سبق الإصرار والترصد بجسد هالة.
تُحكم هالة قبضتها على يد الثلاثيني
الآثمة وتركله بركبتها ركلة تطرحه أرضا. تسقطه ضربتها ليس لأنها بنت قوية البنية
الجسدية فحسب، لكن لأن ضربتها جائت مباغتة مفاجئة له وللجميع. فلا يتوقع هذا
المعتدِ أن تمتلك بنت يرى فيها الاستكانة والصمت شجاعة ركل رجل أطول وأقوى منها.
تتجه انظار الركاب نحوهما، ويتعالى صوت أحدهم مستفسرا عما فعل "الرجل"
ليستحق هذه الضربة، لكن هالة لا تجيب. لم تعد تحكي، فليس ذنبها أن الناس لهم أعين
ترى ولا تبصر. فكَم حكت قبل هذه اللحظة عما تعرضت له من رجال معتدين طالبة الإنصاف
والنصرة، ولم تجد إلا خذلانا مرا.
يتعالى صوت راكب أخر ناعتا
إياها بسوء الخلق ليس لشيء سوى أنها تركب في عربة "الرجال" كما يسميها.
والآن ماذا تفعل هالة تجاه الجهل أيضا؟! تقرر الرد واستخدام صوتها وكلماتها هذه
المرة قائلة" إن هذه العربة مختلطة، وليست حكرا على الرجال. وتواجدي في هذه
العربة المختلطة لا يعطي الحق لك بإهانتي، كما لا يعطي الحق لأحد بأن يعتدي
عليّ." ولا تجد منه ردا إلا الإمعان في سبَها وشتمها! استعدت لتذهب إليه
لضربه هو الأخر، لكن تمنعها إحدى الفتيات الواقفات بجوارها، وهمست لها بأن تكتفي
بهذا الذي يتلوى من الألم أرضا. ينظر الركاب إلى ثلاثتهم نظرة الذين يشاهدون عرضا
مسرحيا لا يمكن أن يكونوا أبطالا فيه. يعودون بعد بضع دقائق إلى وضعهم السابق،
ويسود الصمت العربة مرة أخرى.
تغادر هالة العربة في محطتها وتكمل
طريقها إلى تمرينها الرياضي حيث تتعلم أساليب قتالية للدفاع عن نفسها. لم يكن
أمامها خيارا سوى رد الاعتداء عن نفسها بنفسها. ففي كل مرة استخدمت الصوت والكلمات
للدفاع عن نفسها أو عن فتاة في موقفها لم تجد سوى حفنة من المتفرجين، ووجه متبجح
من المعتدين. فترجع إلى بيتها وتجلس منطوية مع الشعور بقلة الحيلة والعجز. بئس
الشعور العجز! ذلك الشعور الذي زرع بذور الميل للعنف بداخلها رغما عنها حيث لم تعد
تفكر سوى في كيفية كسر يد من يتجرأ ويعتدي على جسدها.
كلما وقف ضعف جسدها عائقا أمام إحدى التدريبات الرياضية تَمثُل نصب عينيها مشاهد تتمنى لو يرجع بها الوقت وتدافع فيها عن نفسها. فصارت تستمد قوتها الحالية من ضعفها السابق، وشجاعتها المتنامية من خوف متناقص، وعُنفَها المُوجّه اليوم من عنف قد وُجِّه لها أمس. قد تكون هالة اليوم حالة واحدة، لكن استمرار هذه التعديات قد يولد هالات جديدة، وحينها سيكون قد بدأ زمن العنف ضد الرجل.
الثلاثاء، 5 يناير 2016
7 أسباب لمتابعة الإعلانات التايلاندية
في بداية 2016 حابة إن أول تدوينة ليا في السنة الجديدة تكون عن الإعلانات، الإعلانات التايلاندية على وجه الخصوص. ليه التايلاندية؟ لأنها الأفضل بالنسبالي لأسباب عدة أذكر منها إنها:
1. مبنية على قصص درامية إنسانية بالدرجة الأولى، وغالبا ما بتكون قائمة على علاقة الأب ببنته، أو الإبنة بوالدتها، أو الأخت بأختها، أو صاحب محل بأحد المشردين أو المتسولين. ومعظم الإعلانات بيكون لها climax قوية، أو تصاعد قوي للأحداث.
2. بتعتمد على الوصول لقلب الـ target audience مش عينيه. بتعامل المتفرج على إنه إنسان أولا ثم مستهلك ثانيا. وحتى لو مش هتشتري المنتج ولا هتشترك في الخدمة المعلن عنها الإعلان هيكون وصل لقلبك ووصلك حاجة حلوة.
3. الاعلانات التايلاندية بعيدة عن ربط تحقيق السعادة بالحصول على المنتج، يعني بعيدة عن فكرة اشتري اكتر عشان تتبسط أكتر، أو هات شقة في مدينة جديدة عشان حياتك تكون سعيدة، أو انك لو مكلتش في المطعم الفلاني فمتعرفنيش تاني.
4. بتأثر فيا، وأنا أعزّ الحاجة اللي تأثر فيا.
اتأثروا شوية مع الإعلان دا لشركة تأمين على الحياة:
حوشوا حبة دموع للإعلان دا كمان - إعلان شركة لخدمات الهواتف المحمولة:
1. مبنية على قصص درامية إنسانية بالدرجة الأولى، وغالبا ما بتكون قائمة على علاقة الأب ببنته، أو الإبنة بوالدتها، أو الأخت بأختها، أو صاحب محل بأحد المشردين أو المتسولين. ومعظم الإعلانات بيكون لها climax قوية، أو تصاعد قوي للأحداث.
2. بتعتمد على الوصول لقلب الـ target audience مش عينيه. بتعامل المتفرج على إنه إنسان أولا ثم مستهلك ثانيا. وحتى لو مش هتشتري المنتج ولا هتشترك في الخدمة المعلن عنها الإعلان هيكون وصل لقلبك ووصلك حاجة حلوة.
3. الاعلانات التايلاندية بعيدة عن ربط تحقيق السعادة بالحصول على المنتج، يعني بعيدة عن فكرة اشتري اكتر عشان تتبسط أكتر، أو هات شقة في مدينة جديدة عشان حياتك تكون سعيدة، أو انك لو مكلتش في المطعم الفلاني فمتعرفنيش تاني.
4. بتأثر فيا، وأنا أعزّ الحاجة اللي تأثر فيا.
اتأثروا شوية مع الإعلان دا لشركة تأمين على الحياة:
حوشوا حبة دموع للإعلان دا كمان - إعلان شركة لخدمات الهواتف المحمولة:
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)