أنت لن تعرف أبدا أنى كنت أكتب عنك فى مذكراتى. لن تعرف لانى لم أخبرك ولانك لم تقرأها ، لن تعرف لانك لا تهتم بالاساس. لن تعرف أنى بنيت معك بيتا ولن تعرف انا سافرنا سويا. لن تعرف أنى كنت بحاجة لحياة أنت فيها ثم كنت بحاجة لك فى حياتى و أن الان لا حاجة لك عندى الا فى المخزن الخلفى للذاكرة.
يوما ما ستلتفت الى الوراء وتسألنى : "أتركتينى أذهب؟" ، حتما تعلم الجواب، نعم تركتك تذهب. أتعرف لماذا؟ لانك أبكيتنى أكثر مما جعلتنى أبتسم. لم تكن تقصد، و حتى وإن كنت تقصد لن يشكل هذا فارقا الان. فأنت راحل و أنا قررت الرحيل على أية حال.
هل أخبرك أحدا أن لك عينى جيفارا؟ نعم جيفارا. أتمنى لو أستطعت أن أخبرك بأن لك عينى جيفارا لونا و روحا. ولم أخبرك بأن لك ضحكته أيضا ومبادئه وعناده. أتعرف ماذا ستكون ردة فعلك حينها؟ ستبتسم تلك الابتسامه العفوية وتصمت. و لن تعرف أنى كنت أنتظر تعليقاتك التى لم تقلها و إن قلتها تقولها مقتضبة. لم تكن تمارس مزاجك الحاد الا معى، فتحيرنى بين مرات تفتح فيها أحاديث مطولة ونتناقش و مرات لا تملك فيها الا كلمات معدودة. لن تعرف حتى أنى تمنيت أن اختفى من الوجود لانك اخطأت باسمى ذات مره.
لن تعرف أنى حاولت قطع تلك الصفحات من مذكرتى ولكنى أجلت فعل هذا مرة ومرتان وثلاث. ولن تعرف أنى كلما قرأت هذه أتذكرك ' كيف أقنعك أنى لا أريد من الحب سوى مقعد خشبى نتقاسمه و طريق طويل نمشية جنبا الى جنب و وردة تقطفها لى من حديقة داركم؟ و هل تصدقنى ان قلت لك ان عيونى لا تلمع الا لحنان تجده فى عينيك؟ ام أنك لن تصدق ولن تقتنع لأن من طعنوك فى القلب لم يتركوا لى قطعة سليمة واحدة تصدقنى بها ' *.
* طوق الياسمين - واسينى الاعرج