الثلاثاء، 3 فبراير 2015

عن الكتابة


تكتب؟ 
غصب عني أكتب. 
غصب عني 
غصب عني أكتب

 الكتابة فعل لا ينتهي طالما يدخل النفس في جسد الكاتب ويخرج منه. فالكاتب لا يكف عن نسج القصص القصيرة في عقله، سواء اختار لها نهاية، أو ظل حائرا كيف ينهيها. ويستمر في سطر الرواية التي يعرف نهايتها جيدا ويرسم حيوات شخصياتها بفكره. ورغم أن فعل الكتابة هو فعل مستمر في الزمن، فإن الزمن أحيانا يضني على الكتاب بوقته، فتبقى كثير من المحاولات الابداعية مجرد محاولات. فالكتابة لا ترضي بأقل من أن يكون فعلها تاما لا ناقصا. وفعلها لا يتم إلا بتدوين النص. 

 وتتجمع وحوش محاولات الكاتب الفاشلة في تدوين النصوص كوحوش سوداء لا يرى منها إلا عيون تلمع في الظلام لتنقض عليه - لا لتأكله - بل لتوقع به فريسة لفعل الكتابة. ويجد الكاتب نفسه أمام تلك الرغبة الملحة في تدوين كل ما ألفه، وكل ما نسيه، وكل ما أسقطه من حساباته الكتابية. يجد الكاتب نفسه مأخوذا رغما عن أنفه وجسده كاملا عن كل شيء عداها. ويجلس أمام آلته الكاتبة، أو حاسوبه، أو ورقته وقلمه، يجلس أمام أدواته أيا كانت ويسكب نفسه جملا وسطورا. وحينها تحتفل الكتابة بغوايتها، وينتصر النص المدون على الموت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

speak out your mind